محمود بكار يكتب : الشباب المصري .. والاهتمام بأشياء لا قيمة لها
يعيش الشباب المصري حالة من اليأس والإحباط يمكن أن يلحظها المتفحص من خلال أحوال الشباب وأقوالهم بل ربما تكاد تنطق بها نظرات عيونهم، ورغم أن كل دولة في العالم، وكل صاحب فكر وعقل يتيقن أن مستقبل أي دولة أو أمة في شبابها؛ ولذلك ينصب الاهتمام عليهم تثقيفا وتجهيزا وإعدادًا لقيادات المستقبل.
إلا أن شباب مصر يرى أنه بعيد تماما عن اهتمامات دولته، بل ويتحدث الكثير منهم بحسرة شديدة عن إهمال الدولة لشبابها، وعدم رعايتها لهم، أو الالتفات لحاجاتهم ومطالبهم التي يرى أكثرهم أنها مطالب عادلة لكل شاب في مقتبل العمر وفي بداية الحياة من توفير فرص العمل، وتيسير سبل المعيشة الكريمة، وفتح المجالات أمامهم لخوض معترك الحياة وخدمة دولتهم.
هذة الحالة التي يعيشها الشباب دفعتهم الي الانشغال والاهتمام بأشياء لا قيمة لها اولا تضيف لحياتهم اي جديد بل انها تؤثر بالسلب في يوم كل شاب مصري والامثلة علي ذلك كثيرة فمؤخرا أصبح حديث الشباب المصري حول ما يسمي بفيلم (هيبتا) بل أن الاغنية الخاصة بالفيلم حققت خلال فترة قصيرة جدا نسبة مشاهدةعلي موقع يوتيوب تجاوزت المليون شخص وإذا تساءلت عن قيمة الاهتمام بمثل هذا ستكون الاجابة لا شئ.
بل أن بعض شباب اليوم أصبح كل يومه يتمثل في تصفح صفحات التواصل الاجتماعي وكل ما يهمة ويشغل تفكيرة مجرد التعلقيات علي منشورات الاصدقاء وقضاء اليوم في عمليات الدردشة والحوار في مواضيع قد لا يكتسب منها اي قيمة أو منفعة.
وهناك الكثير والكثير من الاشياء التي لا قيمة لها تكون محور اهتمام وتركيز الشباب المصري في وقتنا هذا ،ويوم وراء يوم يجد الشاب ان يومه كان يمر دون تحقيق أي منفعة أو اكتساب أي معرفة أو مهارة تساهم في نقلة من مرحلة معينة إلي اخري أفضل منها.
وبعد عرض هذا الواقع لا ينبغي أن يستغرب المسؤولون وبقية المجتمع من زيادة نسبة البطالة وأعداد الشباب على المقاهي التي زاد عددها بصورة كبيرة جدا لتستوعب العدد الكبير من الشباب الذي لا يجد عملا، ولا ينبغي أيضا أن يتعجب من تزايد أعداد المتعاطين للمخدرات ومن الانحدار الأخلاقي المتفشي في مصر بين الشباب خصوصا، ولا شك أن لحالة الإحباط والبطالة والمستقبل المظلم أمام عيون الشباب دورا كبيرًا في هذه الأمور مع عوامل أخرى لا ينبغي أن تغفل أفرزت مجتمعة هذه الحالة بين الشباب.